وقد ثبت فى سنن أبى داود وسنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد ومعجم الطبرانى والحديث فى درجة الحسن عن أوس ابن حذيفة رضي الله عنه يقول لما هاجرنا إلى المدينة المنورة اجتمعنا بالنبى عليه الصلاة والسلام كان النبى عليه الصلاة والسلام يأتينا كل ليلة فى منازلنا فكان يأتينا بعد صلاة العشاء ولا يجلس فيحدثنا عما لقى من قومه ويراوح بين قدميه أحيانا عليه صلوات الله وسلامه من طول وقوفه ولا يريد أن يجلس يحدثهم فى منازلهم ويلا طفهم ويذكر لهم ما لقى من العناء والشدة من قومه وكيف من الله بعد ذلك بالهجرة إلى المدينة المنورة يقول أوس ابن حذيفة فتأخر علينا النبى عليه الصلاة والسلام ذات ليلة فلما حضر قال عليه الصلاة والسلام أى معتذرا مبينا سبب تأخره عليهم عليه صلوات الله وسلامه طرأ على حزبى فكرهت أن آتى قبل أن أتمه يقول أوس ابن حذيفة فقلت للصحابة كيف تحزبون القرآن فقالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع إحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل حتى تختم أى نحن نحزب القرآن على هذه الأقسام السبعة ثلاث أى ثلاث سور من أوله نعتبرها حزبا وهذه لقارىء القرآن ولحافظ القرآن أن يقرأها وأن يختم فى كل أسبوع لئلا ينسى ثلاث ثم خمس ثم سبع فلو أردنا أن نعد هذه السور تصل إلى كم رقم فى النهاية ثلاث وخمس كم صار معنا ثمانية وسبع خمسة عشرة وتسع أربع وعشرين وإحدى عشرة خمس وثلاثين وثلاث عشرة ثمانى وأربعين أوليس كذلك عندنا فى ترتيب المصحف سورة ق رقمها خمسون وسورة الحجرات رقمها تسع وأربعون فعلى ظاهر حديث أوس ابن حذيفة يحتمل أن يكون حزب مفصل من الحجرات لأننا انتهينا الآن من الأحزاب الستة إلى ثمان وأربعين وسورة الحجرات هى تسع وأربعون فالحزب المفصل يبتدىء منه يحتمل هذا ويحتمل أن يكون البدء من ق كيف هذا نقول على حسب عد الفاتحة فإذا عدت البقرة وآل عمران والنساء هى الثلاثة الأول وبعدها خمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة صار معنا ثمان وأربعين كما تقدم