الحكمة الأولى: تيسير مدارسته وحفظه وتشويق العباد إلى ذلك فلو كان القرآن كله متتابعا ليس لبعضه بداية ولا نهاية يبتدىء الإنسان أول آية منه الحمد لله رب العالمين من سورة الفاتحة ثم بعد ذلك يبقى مسترسلا فى الآيات إلى نهاية سورة الناس لما حصل فى ذلك تشويق للعباد إلى هذا القرآن الكريم كما لو كان مسورا الإنسان عندما يقبل على القرآن إذا لم يكن مسورا يقرأ يقرأ يقرأ ثم يقال له هل حفظت القرآن يقول لا هل حفظت شيئا منه يقول نعم لكن ما حفظت جزءا محددا سورة سورة شىء لا يوجد لا زلت أحفظ آيات متتابعة أما هعنا وحقيقة عندما يقال للإنسان القرآن أربع عشرة ومائة سورة كم حفظت يقول حفظت عشر سور القرآن يعنى إحدى عشرة سورة وقد تكون هذه السور الإحدى عشرة لا تملأ ثلاث صفحات من القرآن من قصار المفصل لكن هو حقيقة يشعر بأنه قد أخذ جزءا واضحا قطعة معلومة من القرآن حفظ الفاتحة سورة مستقلة حفظ الصمد الإخلاص سورة كاملة حفظ الكوثر سورة كاملة فيحصل فى هذا شىء من التشويق والارتياح والرغبة فى مدارسة القرآن وحفظه يقول أنا حفظت خمسين سورة من سور القرآن حقيقة هذا مما ترتاح له النفوس وتبتهج له القلوب فسور القرآن وجعل سورا لترغيب العباد وحثهم على مدارسته وحفظه.