انتبهوا إخوتى الكرام: تشبه وشاب تشبه تكلف التشبه فى خصالهم استحسانا لذلك فهذا كافر مرتد شابههم فى خصلة من خصالهم وأمور حياتهم دون تكلف ودون قصد فركب كما يركبون وأكل كما يأكلون ولبس كما يلبسون مما ليس هو خاص بهم لكن صار بهم شابها لكن فعل هذا إما ارتفاقا أن هذا أيسر عليه إما له فيه مصلحة أسهل عليه بدون قصد التشبه والاقتداء بهؤلاء فلا حرج من تشبه إذن فعل هذا قاصدا التبعية لأولئك فهو منهم وأما إذا شابههم دون أن يكون فى ذلك قصد أكل مثلا بالشوكة لا أقول إن هذه محمود وسنة لكن إذا أكل فهو مباح أكل بهذه الشوكة قلنا لما قال لأن الغرب يأكلون هذا أيسر على أنت تفعل هذا تشبها لا قال هذا موجود عندهم هذا أيسر على فعلت لطلب اليسر والسهولة حتى يعنى لا يحصل فى ذلك شىء من التوسيخ لليدين وغير ذلك من أمور أراها أيسر على فعلت هذا لأنه أيسر لا حرج لكنه إذا تكلف هذا وقصده بقلبه فهو منهم كما قال نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
إذن تمييع الدين بحيث يوافق ما عليه الغربيون هذا ما كان يخطر ببال أحد ممن شهد العصر المكى لا يأله عقله ولا يستحسن شيئا غير دين ربه أما بعد ذلك صنف ثالث بدأوا يلتمسون الأعذار لأحكام العزيز الغفار فهم لا يخضعونها للواقع الغربى لكن يظهرون الإسلام كأنه متهم وأن أحكامه مهزهزة وتحتاج إلى دفاع عنها وكأن أنظمة الغرب قوية صامدة هاجمتنا فينبغى إذن أن ندفع عن ديننا العار.
أتكلم على هذا الصنف بشىء من التفصيل ثم ندخل بعد ذلك فى مدارسة السورة إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.