حجب نسائك وبناتك العبرة بالقلب لا بالظاهر سبحان الله كأن قلوبكم أطهر من قلوب الصحابة حتى أبحتم لأنفسكم التحلل الظاهرى بحجة أن قلوبكم طاهرة هذا يقوله الداعى فليست خاصة فى النضر عموم لفظها يشمل كل من عرض عليه أمر من أمور الشرع فأعرض عنه بحجة أن قلبه طاهر، وذاك {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم} .

وماذا يرتجى من إنسان لا يعرف فى حياته إلا الغناء وقلة الحياء حقيقة لا يتوقع منه إلا هذه الأجوبة الفارغة والاعتراض على دين الله جل وعلا.

إذن الغناء يحرم فى العصر المكى والخمر لا تحرم إلا قبل وفاة نبينا عليه الصلاة والسلام بسنتين ثمانى سنين الصحابة يشربون الخمر فى المدينة وحمزة أسد الله وأسد رسوله عليه صلوات الله وسلامه ومعه كبار الصحابة يستشهدون فى أحد والخمر فى بطونهم ولا يضيرهم ذلك ولا يضرهم عند الله جل وعلا فكانت فى حكم الإباحة وما نزل تحريمها ولو شهدوا قول الله {فهل أنتم منتهون} لقالوا انتهينا أما أنه يوجد عكوف على غناء وبذاء بحيث تتربى القلوب على الخنا والفحش ويصبح فيها ظلما فلا ثم لا.

إذن القرآن المكى كان يدور على هذا المحور هذا الخالق رب العالمين وهذا المخلوق هذا مخلوق ضعيف فقير وذاك إله قوى كريم جليل ينبغى لهذا الفقير أن يلتجأ إلى هذا الغنى وينبغى لهذا الضعيف أن يعبد ذلك القوى وأن يفرده بالعبادة وحده لا شريك له وأن يحكم شرعه فى جميع شؤون حياته.

القرآن المكى كان كله يدور حول هذا فالعبد سيؤول إلى ربه بعد ذلك ليحاسبه على أعماله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015