إخوتى الكرام: فلابد ربط القلوب بعلام الغيوب فى سورة لقمان التى سنتدارسها أنزل الله فيها فى العصر المكى قبل أن ينزل تحريم الخمر والزنا أنزل تحريم الغناء سبحان الله الغناء حرم فى مكة قبل الخمر نعم لأن ضرر الغناء أعظم من ضرر الخمر فالغناء قرآن الشيطان إذا عشعش فى القلب وفسد هذا القلب فلن يدخله نور القرآن بعد ذلك ولا يجتمع قرآن الرحمن وقرآن الشيطان فى قلب أبدا القلب لا بد من أن يطهر من الساعة الأولى كما لو أردت أن تزرع أرضا لا بد من من تنقيتها من الشوك ومن الحجارة والبلاء ثم بعد ذلك تبذر فيها البذر ليؤتى ثماره وأكله.
الغناء محرم فى العصر المكى والخمر متى حرمت حرمت بعد فتح مكة فى العام الثامن بعد بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام بواحدة وعشرين سنة بقى المسلمون يشربون الخمر ومحمد عليه صلوات الله وسلامه رسول الله واحدة وعشرين سنة بعد بعثته ثم نزل التحريم قبل وفاته بسنتين عليه صلوات الله وسلامه فلما نزل قول الله {فهل أنتم منتهون} قالوا انتهينا ولا تردد فى ذلك على الإطلاق القلوب طاهرة.
فالغناء فى العصر المكى يحرم لأنه يفسد القلب وهو أعظم سوقا إلى الفواحش والمنكرات من الخمر أما الخمر فذاك داؤه عارض عندما يشرب يفقد عقله وإذا فقد عقله غاب عن وعيه فإذا رجع إلى صحوه صار بعد ذلك فى حال الكمال والرشد بخلاف الغناء متى ما عشعش فى القلب فسد القلب فصار الإنسان شيطانا مريدا.
ورضى الله عن عمر ابن عبد العزيز عندما يقول لمؤدب أولاده ومعلمهم ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الغناء الذى بدايته من الشيطان ومآله إلى سخط الرحمن أول شىء تغرس فى قلوب النشء فى قلوب هذه الأولاد هؤلاء الأولاد عندما تعلمهم علمهم بغض الغناء والنفور منه بدايته من الشيطان ومآله سخط الرحمن.