الأمر الثالث: ذكر القصة فى القرآن المكى بكثرة لأمور كثيرة سأذكر كما قلت عشرة منها إن شاء الله عند ذكر قصة العبد الصالح لقمان والثلاثة منها الآن على وجه الإيجاز فيما يتعلق بالتمهيد للدخول فى تفسير هذه السورة إذن هذا هو محور القرآن المكى لهذه الأمور التى تقدمت غير الله الأفكار والمشاعر وأزال العقدة الكبرى عند بنى الإنسان وغير الطريقة التى تحصل بها تلك الأفكار والمشاعر أما الأفكار والمشاعر فقد غيرها الإسلام وجعل بهذا المنهج السديد الذى ذكر فى القرآن المكى أن فكر الإنسان وشعوره يدور حول الحلال والحرام حول رضوان الله وسخطه لا على منفعة عاجلة ولا على شهوة حاضرة يفكر ويبحث فى الأمر حلال أفعله يرضى الله أفعله حرام أبتعد وإن كان فيه من المصالح ما كان هذا متى بعد أن اتصلت الغيوب بعلام الغيوب عندما علم الإنسان أن الله ربه ورب كل شىء يتصف بكل كمال يتنزه عن كل نقصان أنت ينبغى أن تصرف شؤونك على حسب ما شرع ستؤول إليه ليحاسبك على فعلك.

إذن الحلال والحرام هو الذى يحركنا فى هذه الحياة وهذا المقياس كفر به فى هذا الوقت إلا من رحم ربك هذا المقياس نحى من الأنظمة والقوانين من فترة فالمقياس عند الناس فى الأنظمة وفى المعاملات الفردية إلا من رحم ربك المنفعة أينما وجدت المصلحة أينما وجدت المنفعة يميل الإنسان وجدت مضرة يبتعد شهوة يميل إليها هناك بعد ذلك شىء يرضى الله لا يناسب شهوته يبتعد عنه هذا خلاف المسلمين فى العصر الأول يقول الحق وإن كان سيؤدى إلى قطع الرقبة ويلتزم بدين الله وإن كان سيترتب على هذا ما يترتب وأما الآن فهذا المقياس نحى فالقوانين بدأت على حسب الفكرة الغربية تدور حول الأمور النفعية الدنيوية وصلة المؤمنين بين بعصهم إلا من رحم ربك حول النفع تحصل منه نفعا مغنما إذن بينك وبينه ود لا تحصل هذا بينك وبينه افتراق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015