ولذلك لما سأل سائل فى مسائل نافع ابن الأزرق ابن عباس رضي الله عنهما عن الخيط الأسود والخيط الأبيض فقال له الخيط الأسود ظلام الليل والأبيض ضوء النهار ألم تسمع إلى قول أمية ابن أبى الصلت:
الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق ... والخيط الأسود لون الليل مكموم
فالبيان كان حاصلا لكن كما قلنا لرفع إشكال حصل عند بعض الناس فنزل من الفجر وبينهما عام كامل.
وأما قصة عدى فهى متأخرة لأن عدى أسلم فى العام التاسع أو العاشر للهجرة وفرضية الصيام نزلت فى العام الثانى للهجرة فإذن عدى ابن حاتم قصته متأخرة وتكررت بعد هذه الموقعة بثمانى سنين أو سبع فهو لما قرأ هذه الآية حسبما يفهم أيضا على ظاهر العربية ولعله ليس فى لغة قومه أن الخيط الأسود ظلام الليل والأبيض ضوء النهار أو هذا فى لغة قومه ونسى وحمل الأمر على الخيطين المعروفين فوضع عقالين فى رجله ثم بدا يأكل وينظر إليها حتى يتبن له شكل الخيطين ثم ذكر بعد هذا للنبى عليه الصلاة والسلام فقال إن وسادك إذن لعريض إنما ذلك سواد الليل وببياض النهار وأنما قال له وسادك عريض أى نومك كثير وليك طويل إذا كنت ستبقى تأكل حتى يتبن لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وقيل عرض النبى عليه الصلاة والسلام بما يشير إلى غفلته إلى حصول شىء من الغباء عنده لأن الوساد العريض يحتاج إلى قفا عريض وعرض القفا فى الإنسان مما يستدل به على قلة انتباهه وعدم يقظته وحصول شىء من الغفلة والغباء فيه إن وسادك لعريض أى إذا عندك وسادة عريضة ستغطى فلق الصبح تحتاج إلى قفا عريض وبالتالى سيصبح عند الإنسان شىء من الغفلة.