ولذلك إذا لم يكن عنده وسائل العلم وعدة العلماء وتكلم فى شريعة الله الغراء فهو ضال إلى جهنم أصاب أو أخطأ أنه ما أتى الأمر من بابه {وأتوا البيوت من أبوابها} إذا حصل عدة العلماء ثم بحث حسبما تجيز له شريعة الله المطهرة فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وخطأه مغفور له وأما إذا تكلم فى دين الله برأيه فهو ضال على جميع الأحوال وعليه فهذا الحديث هنا من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ أى برأيه المجرد الذى لا يستند إلى أدلة شرعية فليس هو من العلماء المحققين المتضلعين فجاء ليتسور على كلام اله وليتكلم فى كلام الله على حسب رأيه وعلى حسب هواه فمن قال برأيه فأصاب فقد أخطأ هذا إذا أصاب وإذا أخطأ فالأمر واضح فهو خطأ والطريق الذى بحث فيه أيضا طريق خطأ فلا يحل له أن يبحث ولما بحث أخطأ فتعثر فى الناحيتين فى الطريق وفى الغاية وإذا أصاب فى الغاية فنقول هذا الطريق لا يوصلك إلى المقصود ووصولك إليه بغير قصد فأنت تعاقب أيضا فى الحالتين [من قال فى القرآن برأيه فاصاب فقد أخطأ] .

الأثر الثالث: الذى يدل ويفهم منه منع تفسير القرآن بالرأى على حسب الظاهر ما رواه الإمام أحمد فى مسنده والترمذى فى سننه والحديث فى تفسير الطبرى ورواه البغوى فى معالم التنزيل وفى شرح السنة وقد حسن الإمام الترمذى إسناد الحديث وصححه فقال حسن صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول [من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار] والحديث رواه الترمذى والطبرى أيضا والبغوى فى الكتابين المتقدمين فى معالم التنزيل وشرح السنة بسند حسن حسنه الترمذى عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا عن نبينا عليه الصلاة والسلام بلفظ [من قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار] ، [من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار] و [من قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015