إخوتى الكرام: عند هذه النقطة فى الدرس الماضى أشار بعض الأخوة الكرام أخى الشيخ عبد العزيز إلى أمر يثار فى هذه الأيام وهو موضوع الإعجاز العلمى وقلت له إن الإعجاز العلمى يدخل فى باب التفسير بالرأى لا فى باب التفسير بالأثر
الإعجاز العلمى سنقف عنده وقفة لننفى الشطط عن كتاب الله وما أعلم أحدا فى هذا الوقت تكلم فى الإعجاز العلمى إلا وابتعد وابتعد عن الصواب كثيرا وكثيرا بحجة التلفيق بين النظريات العلمية وبين الآيات القرآنية.
إخوتى الكرام: القرآن معجز من أى وجه نظرت إليه فهو معجز فى فصاحته وجمال أسلوبه {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} هو معجز لأنه أخبر عن الغيوب الماضية والمستقبلة وتحدث عن وقائع حاضرة إبان نزوله كثيرا من الناس لا يعلمونها ثم بعد ذلك تحققوا منها فهذا أيضا إعجاز للقرآن العظيم إخباره عن الغيوب.
من جملة إعجاز القرآن صنيعه العجيب فى القلوب فهذه القلوب تخشع وتلين وتتأثر عندما تسمع كلام الله جل وعلا.
من جملة إعجاز القرآن أن قارئه وسامعه لا يملان فهو الذى لا يخلق عن كثرة الرد ولو طهرت قلوب العباد لما شبعت من كلام الله جل وعلا.
ومن جملة إعجاز القرآن أنه جمع أنواع العلوم وهو الذى صير رعاء الشاء والغنم إلى ساسة الشعوب والأمم ,من هذه العلوم العلوم على كثرتها لا تخرج عن نوعين.