الأبيض يدخل فى بعض الإنس بحيث يسبب لهم الصرع والصداع وضيق الصدر ويلجئون إلى من يعالجهم فكان يتزيا أيضا بزى المعالجين ويقول دوائكم وعلاجكم عند برصيص فيذهب بعض الناس فيقرأ عليهم برصيص فيفارقهم هذا الجنى الذى يتلبسهم يعنى هو تلبسهم لما دعا لهم ذاك بتلك الدعوات ولا أثر لها فى الاستجابة لكن هذا دخل وخرج فحصل فتنة فى الناس إلى أن دخل بعد ذلك فى فتاة شابة وزين لأخوتها أن يأخذوها لبرصيص فلما لم يستقبلها قالوا اطرحوها عند السوق ثم بعد ذلك جاء لبرصيص وقال له تقرأ عليها وزين له هذا فأدخلها إلى حجرته ليقرأ عليها فتخبطها الشيطان فاضطربت وظهر شىء من مفاتنها فوقع عليها والبتلى بالزنا ثم قال له فعلت وفعلت وبطنها انتفخ وحملت منه فلا حيلة إلا أن تقتلها فقتلها فى نهاية الأمر أخبر أخوتها بأن هذا قتلها ودفنها فى مكان كذا وهو سكذب عليكم ويقول إنها ذهبت وشيطانها أخذها أو شفيت فجاؤا فعلا وحصلوها مدفونة فى مكان كذا فأنزلوا هذا العابد وقدوه إلى الملك فاعترف بذلك فأمر بصلبه فجاءه صاحبه الأبيض وقال علمتك كلمات فما أؤتمنت عليها وخنت وفعلت وفعلت الآن لا ينجيك إلا شىء واحد أن تسجد لى فإذا سجدت لى أنجيك مما أنت فيه ثم بعد ذلك تتوب من زناك ومن قتلك فسجد له فتخلى عنه الشيطان فصلبه الملك وقتله {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين} .
مثل هذا الخبر عندما يروى عن أهل الكتاب هل وقع أم لا؟ العلم عند الله لا نعلم صدق وقوعه وحصوله ولا نعلم أيضا عدم وقوعه فنقول {آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلون} .
إخوتى الكرام: لا مانع من حكاية هذا الخبر لما فيه من العبرة والعظة وحقيقة ينبغى أن يأخذ الإنسان عبرة وعظة من هذا الخبر إياك أن تخلو بامرأة ولو حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن.