الصلاة والسلام لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعى.

فإذن نهاهم النبى عليه الصلاة والسلام عن التعويل على أخبار أهل الكتاب وعن استنساخها وعن النظر فيها فى أول الأمر ثم بعد ذلك عندما اطمئن الحق وانشرحت الصدور وصاروا على بينة يميزون بين الطيب والخبيث ولا يخشى عليهم بعد ذلك إذا اطلعوا على أخبار أهل الكتاب قال حدثوا عن بنى اسرئيل ولا حرج وقد أصاب عبد الله ابن عمرو وهو راوى هذا الحديث حدثوا عن بنى اسرئيل ولا حرج زاملتين يوم اليرموك من أخبار أهل الكتاب فكان يحدث بما فيهما وسنأتى لأخبار أهل الكتاب وأحوالها إن شاء الله فكان يحدث أى بما أذن النبى عليه الصلاة والسلام به أن يحدث من أخبارهم وأما الأمر المكذوبة فلا يجوز أن يحدث بها كما سيأتينا ولذلك قال ابن كثير فى مقدمة تفسيره عبد الله ابن عمرو هو راوى هذا الحديث وفهم من النبى عليه الصلاة والسلام.

الإشارة إلى الجواز فلما أصاب زاملتين يوم اليرموك كان يحدث بما فيهما مكان بعض الصحابة رضوان الله عليهم وهكذا بعض التابعين رحمهم الله يتلقون أخبار أهل الكتاب إن من أسلم من الصحابة من أهل الكتاب وصاروا صحابة كرام رضي الله عنهم كعبد الله ابن سلام وغيره أو ممن أسلم من التابعين ككعب الأحبار وغيره رضي الله عنهم أجمعين إذن حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج لامحذور ولاضيق عليكم ولا حجر عليكم فى التحديث عنهم وإن سبق النهى فذلك النهى منسوخ وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يحدث عن بنى اسرئيل فى كثير من الليالى بحيث يأخذ حديثه عنهم معظم الليل وكان عليه الصلاة والسلام يحدث عن بنى اسرائيل فى أوقات كثيرة بحيث كان الحديث عنهم يستمر ولا يتركه إلا لفريضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015