هذا تفسير للقرآن بالقرآن ومن ذلك قول الله جل وعلا فى سورة الإسراء: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} لطلب تلك الآلهة طريقا الى الله هذا الطريق الذى يطلبه تلك الآلهة إلى الله ما هو؟
آيات القرآن دلت على أن ذلك الطريق محصور فى أمرين اثنين كل منهما حق, الأمر الأول لطلبو طريقا لمنازعة الله ولمخاصمته ولقتاله كما قال جل وعلا: {قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} ، {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} لحصل النزاع بين تلك الآلهه التى تزعمونها مع الله ومع الله كما قال جل وعلا: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فلنازعت تلك الآلهه هذا الإله وبالتالى يختل نظام هذا الكون والإحكام الذى فيه دل على إنه إله واحد يسيره ويتصرف فيه {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا} سبيلا الى منازعته ومخاصمته ومغالبته {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} .
والثانى: لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا، طريقا للتقرب إليه والسعى فى خدمته وعبادته لينالوا المنزلة عنده ولو كان هناك آلهة كما تزعمون لعبدت تلك الآلهة هذا الإله الحق الذى هو الإله العظيم وهذا أشار ربنا جل وعلا إليه فى سورة الإسراء فقال: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا} .
هؤلاء الذين تعبدونهم من دون الله وتزعمونهم أنهم آلهة مع الله من الملائكة والمسيح ابن مريم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه هم يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا} .