نقل فى ذلك قولان: قول مهجور مردود وهو أنها ليلة النصف من شعبان ولم ينقل هذا إلا عن عكرمة من التابعين وهذا ثابت عنه بإسناد صحيح عليه رحمة الله لكن القول مردود ولم يرد فى ليلة النصف من شعبان حديث يسوى سماعه كما قال أئمتنا الكرام.
إذن نحن إذا أردنا أن نبين هذه الليلة نأتى لكلام الله هل وضح الله هذه الليلة فلنستعرض آيات القرآن الكريم فى بيان هذه الليلة ومتى هي يقول الله فى سورة القدر: {إنا أنزلناه فى ليلة القدر *وماأدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر} هذه هى البركة التى نزل فيها القرآن أن هذه الليلة مباركة فهى أفضل من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وهى أفضل من ألف شهر من بضع وثمانين سنة يتعبد فيها الرجل من الأمم السابقة لقصر أعمار هذه الأمة.
كما ثبت هذا عن مجاهد رضى الله عنه فى موطأ مالك وغيره فإذن ليلة القدر عظيمة البركةومن بركتها أنها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وهى خير من ألف شهر يتعبد فيها المكلف من الأمم السابقة فهذه الأمة أعمارها قصيرة فأعطاهم الله ليلة هى خير من ألف شهر إذا أحيوها كتب لهم ما يزيد على عبادة بضع وثمانين سنة والأجر لنا خير من تلك السنوات الكثيرة التى يقومها فرد من الأمم السابقة فى عبادة ربه جل وعلا.
إذن هذه الليلة المباركة هى ليلة القدر ليلة القدر التى لها هذا الشأن فى أى شهر شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هذا تفسيرللقرآن بالقرآن فالليلة المباركة التى لم تحدد فى أى شهر هى ولم تبين متى تكون فى سورة الدخان: {إنا أنزلناه فى ليلة مباركة} بين الله فى سورة القدر أن هذه الليلة المباركة هى ليلة القدر وليلة القدر التى نزل فيها القرآن هى فى شهر رمضان كما قال ربنا الرحمن: {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن} .