كما ثبت فى صحيح البخارى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان أصحاب مجلس الشورى عند عمر، أصحاب مجلس الشورى القرآء سواء كانوا شيوخاً أو شبانا، كل قارىء حفظ القرآن تلاه ودرسه وفهمه وعلمه كان عضواً فى مجلس الشورى عند الخليفة وعند أمير المؤمنين، أصحاب مجلس الشورى قرآء القرآن، إذا كثر الموتى والقتلى وأردنا أن ندفن ـ واحد للقبر، نقدم فى الدفن من يحفظ القرآن أكثر.، كما ثبت هذا فى صحيح البخارى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عندما قتل فى موقعة أحد سبعون من الصحابة دفن النبى عليه الصلاة والسلام فى كل قبر اثنين و، ـ الصحابة، فكان إذا أراد أن يقدم واحد منهما فى اللحد وفى القبر يقول: أيهما أكثر أخذاً للقرآن، فإذا أشير فى ذلك الى أحدهما قدمه من باب الإكرام لا أكثر.
كان سلفنا يجعل القرآن مهراً للزواج، كما ثبت فى صحيح البخارى وغيره أنكحتكها بما معك من القرآن.....
هذا كلام الله جل وعلا كان له هذه المنزلة عند السلف الصالح، والسبب فى هذا، وفى كون قارىء القرآن له هذه المنزلة، أن قارىء القرآن عندما يتلوا كلام الله ويفهم كلام الله، ويعلم كلام الله ينكسر الى الله ويصبح من أهله.
كما ثبت فى سنن ابن ماجة ومسند الإمام أحمد وسنن الدارمى بسند حسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول [إن لله أهلين منّا إن لله أهلين من الناس، لله أهل فينا، ولله أهل منا، قالوا: من أهل الله فينا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
وقد ضمن ربنا جل وعلا أن من صرف وقته فى قرأة القرآن وفى حفظه ومدارسته وفهمه، أن يعطيه أفضل ما يعطى السائل، وان يتولى أموره من حيث لا يحتسب.