إخوتى الكرام: هذه المنزلة لكلام الله بأى شىء قابلها سلفنا، وكيف حصل أثرها فى نفوس سلفنا فإنتقلوا من الجاهلية الى الهدى والنور، ينبغى أن نعرف حال سلفنا لنسلك مسلكهم، وكما قلت فى بداية الكلام: نحن فى جاهلية لانقل على الجاهلية التى كان عليها الناس قبل بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام، وإذا كانت تلك الجاهلية زالت بهذا القرآن فهذا القرآن الذى أنزله الله على نبينا عليه الصلاة والسلام هو هو لم يتبدل فيه حرف واحد {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} لكن ينبغى أن نعرف موقف سلفنا الكرام الطيبين نحو كلام رب العالمين، لنقف نحو كلام الله كما وقفوا وليحصل فينا الأثر الذى حصل فيهم.

إخوتى الكرم: وقف سلفنا الكرام نحو تشريع الرحمن ونحو القرآن الذى أكرمهم به ذو الجلال والإكرام موقفا.

الموقف الأول: عولوا على كتاب الله جل وعلا واستقوا من ذلك النبع الصافى دون أن ينسخوه أو يحدقوه بشىء، فكانوا إليه يريدون وعنه يسطرون ويهتدون ببيان نبينا الميمون عليه الصلاة والسلام {وأنزلنا إليك الذطر لتبين للناس ما نزل إليهم من ربهم ولعلهم يتذكرون} ، فإذاً يريدون الى القرآن ويسطرون عنه ويأخذون الحكم منه، أفكارهم عقائدهم مشاعرهم، تصورهم عن الحياة وعما بعد الحياة نظام حياتهم يدخل ويستمد من كلام خالقهم العليم الحكيم الرحيم الذى هو ربهم ورب كل شىء سبحانه وتعالى، فإذا أخذوا به سيحصل لهم الخير والبركة وعز الدنيا وسعادة الأخرة، فعولوا على هذا القرآن كانوا يتلونه كما سنذكر هذا ونتدارسه إن شاء الله وكانوا يستمعونه وكانوا يتدارسونه ويفهمونه وكانوا يعملون به، تلاء وسماع يحرك لسانه به فيلهج به ولا يفتر، يسمع كلام الله ويعرض عن سماع كلام غيره، يتدارسون فيما بينهم إذا إجتمعوا كلام الله يعملون به بعد ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015