ففى المكانين المتقدمين فى سورة الأنعام وفى سورة الأنبياء، قال الله بين الكتابين العظيمين، بين التوراة وبين القرآن، كما يقرن الله كثيراً بين النبيين المباركين الصالحين بين نبيه موسى كليمه ومناجيه وبين نبينا محمد عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه، وذلك لقوة الشبه بين هذين الكتابين وبين هذين النبيين، {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون، وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها..} .
وهكذا فى سورة الأنبياء: {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين. الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون. وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} فنبى الله موسى عل نبينا وعليه صلوات الله وسلامه قال: لأعتى أهل الأرض وأطغاهم وأشدهم بغياً وهو فرعون وصبر وصابر وتحمل وجاهد فى الله حق جهاده، وهكذا نبينا عليه الصلاة والسلام حاله مع عتاة قريش كذلك، وهكذا الكتاب الذى نزل على نبى الله موسى على نبيا وعليه صلوات الله وسلامه وهو التوراة فيه تبيان كل شىء {يحكم بالتوراة النبيون الذين أسلموا والذين هادوا والربانيون والأحبار بما إستحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} .، وهكذا القرآن أنزله الله جل وعلا فيه هدى ونور وتبيان لكل شىء، فلقوة الشبه بين هذين النبيين وبين هذين الكتابين يقرن الله بينهما كثيراً {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} .