وقد ألف الإمام السبكي عليه رحمة الله رسالة سماها (سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف) وقد كان يقرأ الكشاف ويُقرؤه لتلاميذه فلما وصل إلى قول الله جل وعلا (عفى الله عنك لم أذنت لهم) ، قال الزمخشري – وهذا موجود في تفسيره –: "بئس ما فعلت يا محمد"، فطوى الإمام السبكي الكتاب وقال أستحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ هذا الكتاب وفيه هذه القاذورات.

الله الذي هو سيده يقول له (عفى الله عنك) وهذا لا لجرم وقع منه إنما على عادة العرب في الملاطفة وفي الخطاب يقولون عفى الله عنك استمع لي، فالله يلاطف نبيه، ولو قال له بئس ما فعلت لتحملها منه لأنه سيده وربه، أما أن تقولها أنت، فمن أنت يا صعلوك حتى تقول هذا لخير خلق الله عليه الصلاة والسلام.

مثال آخر: كتاب المغنى للقاضي عبد الجبار، 20/ مجلد في التفسير وفي أحكام الشريعة، كله يقطر ضلالات كل مجلد لا يقل عن 600/ صفحة من القطع الكبير، وهو للأسف منتشر وموجود، وكتب أخرى غيرها.

س: ذكَرْتَ الأحاديث المرفوعة السابقة القدرية والمرجئة، فهل كانوا موجودين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟

ج: لم يكن للقدرية أو المرجئة وجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم تكن الرافضة موجودة وكذلك الخوارج وغيرهم من الفرق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015