ولتلك الاعتبارات كان علم التوحيد أصل العلوم الدينية، وما سواه من علوم الشرع فرع ولله در الإمام أبي حنيفة – عليه رحمة الله تعالى – ما أفقهه، وأبعد نظره عند ما سمي ما جمعه في أصول الدين بـ "الفقه الأكبر" (?) وللإمام ابن القيم – نور الله مرقده – كلام محكم متين، في بيان منزلة علم التوحيد بين سائر علوم الدين، فقال ما نصه: إن كل آية في القرآن متضمنة للتوحيد شاهدة به، داعية إليه، فإن القرآن:
1- إما خبر عن الله، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري.
2- وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي.
3- وإما أمر ونهي، وإلزام بطاعته في نهيه وأمره، فهي حقوق التوحيد ومكملاته.
4- وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده.
5- وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد.
فالقرآن كله في التوحيد، وحقوقه، وجزائه، وفي شأن الشرك، وأهله، وجزائهم (?) .
أقسام التوحيد