1- تحتمل الآية الكريمة أن المؤمنين إذا تبعتهم ذريتهم في الإيمان، فآمنت الذرية كما آمنوا يلحق الله العظيم الذرية بآبائهم في المنزلة، والدرجة يوم الدين، وإن لم يبلغوا عملهم ولم يستحقوا منزلتهم تفضيلا ً من الله وكرماً، وامتناناً ولطفاً لتقر أعين الآباء، وليكتمل الأنس والصفاء، ثبت في المستدرك وغيره بإسناد صحيح عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – قال: إن الله – جل وعلا – يرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} الطور21، يقول: وما نقصناهم، وقد روى البزار ذلك عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ولفظه: قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته، وإن كانوا دونه في العمل لتقرَّبهم عينه" ثم قرأ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} الطور21 ثم قال: وما نقصنا الآباء بما أعطينا البنين (?) .