.. وليس في الحديث الشريف دلالة على ذلك القول عند التحقيق، لأن الحديث يدل على أنه لا يُشهد لكل طفل من أطفال المؤمنين بالجنة، وإن أطلق على أطفال المؤمنين في الجملة أنهم في الجنة، لكن الشهادة للمعين ممتنعة، وهذا كما يشهد للمؤمنين مطلقاً أنهم في الجنة، ولا يشهد لمعين بذلك، إلا من شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم – فهذا وجه الحديث الشريف الذي يشكل على كثير من الناس، ورده الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – وقال: لا يصح، ومن يشك أن أولاد المسلمين في الجنة، وتأوله قوم تأويلات بعيدة، أفاد ذلك الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – قال الإمام النووي – عليه رحمة الله تعالى –: توقف فيه – أي في الحكم بالجنة لمن مات من أطفال المسلمين – بعض من لا يعتد به لحديث عائشة – رضي الله تعالى عنها – وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة على القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع، ويحتمل أنه – صلى الله عليه وسلم – قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة (?)