خطب مختاره (صفحة 50)

يكون عبادة، قال صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» ، رواه مسلم. وقد صح الحديث بأن نفقة الرجل على أهله صدقة، وفي صحيح مسلم عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن نفقتك على عيالك صدقة» ، وأخرج الإمام أحمد من حديث المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة» ، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أُكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، ولا ينقصه أحد إلا كان له صدقة» . وفي رواية له أيضًا: «فلا يأكل منه إنسان ولا دابة ولا طائر إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة» .

عباد الله: والعبادة قسمان: قسم واجب وقسم مستحب، والقسم الواجب منه ما يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات كالصلوات الخمس ومنه ما يتكرر كل أسبوع كصلاة الجمعة ومنه ما يتكرر كل عام كصيام رمضان، وأداء الزكاة ومنها ما يجب مرة واحدة في العمر كالحج والعمرة من المستطيع، والقسم المستحب لا يتحدد بوقت كنوافل الصلوات ونوافل الصدقات ونوافل الصيام فيما عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها وعن صيامها، ومن نوافل العبادة ما يطلب كل وقت كذكر الله بالقلب واللسان. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا - وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41 - 42] وقال تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015