روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه «دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجده يبكي قال: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: " أخبرني جبريل عليه السلام، أن الله يستحي من عبد يشيب في الإسلام أن يعذبه، أفلا يستحي العبد أن يذنب وقد شاب في الإسلام» .
إن هذا الحديث ينطبق على أولئك الذين شابت رؤوسهم وأصبحوا على حافة قبرهم وهم في غفلتهم ساهون، وعلى الدنيا مقبلون، ولجمع المال عاكفون، لا يذكرون الله حقًا، ولا يصلون فرضًا، ولا يؤدون زكاة، ولا يحجون بيتًا، ولا يتعففون عن منكر فما أقل حياء هؤلاء القوم وما أشد غرورهم وما أعظم غفلتهم.
أيها المسلمون: إذا نظرنا في واقع الحياة اليوم وجدنا الحياء معدومًا إلا من رحم ربك، فلقد رفع الحياء من وجوه الرجال والنساء على حد سواء فامتلأت الأرض آثامًا وشرورًا، ومنكرات وفجورًا. ورأينا المخازي والفضائح ترتكب بلا تورع ولا خجل، ولا خوف من الله ولا وجل.
ورأينا النساء يخرجن شبه عاريات، لم يتركن وسيلة شيطانية، للإغواء والفتنة إلا اتخذنها، حتى غدت كل واحدة منهن في الشارع والمجتمعات والحفلات كأنها عروس ليلة زفافها.
أما أشباه الرجال، فهم من الوقاحة وموت الشرف والغيرة، ما جعلهم أضل من البهائم وهؤلاء لا شك أن قلوبهم ونفوسهم قد مسخت قردة وخنازير، وإن كانت أجسامهم في صورة بني آدم.