والهدى، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحياء لا يأتي إلا بخير» ، وقال عليه الصلاة والسلام: «الحياء شعبة من الإيمان ولا إيمان لمن لا حياء له» .
فإذا تخلق الإنسان بخلق الحياء، كان ذلك دليلًا على حسن أدبه وسلوكه وصلاح ظاهره، ونقاء سريرته، وكمال إيمانه.
وحينما يفقد الإنسان خلق الحياء، يكون قد حُرِم خيرًا كثيرًا، وخسر خسرانًا مبينًا.
والحياء انقباض النفس عن القبيح، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي، فلا يكون كبهيمة الحيوان.
فالحياء أداة مانعة من ارتكاب المعاصي، حائلة بين المرء وبين فعل ما لا يليق من القبيح، وإن كان صغيرًا، فهو أصل لكل فضيلة وخير، وعصمة من كل رذيلة وشر.
لهذا كله قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء» . وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: «كنا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بل هو الدين كله» ، وذلك لأنه يؤدي إلى الأخلاق الكاملة، والأعمال الفاضلة.
ولقد «كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا رأى شيئًا يكرهه عرف في وجهه» لما يبدو عليه من أثر الحياء والخجل، وكان أرق الناس طبعًا، وأنبلهم سيرة وأعمقهم شعورًا بالواجب ونفورًا من المثالب وقد