تسعدون بعده أبدًا، يقول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونُن من الغافلين» ، وقال: «من ترك ثلاث جمع متهاونًا طبع الله على قلبه» .
عباد الله: إن الله شرع في هذا اليوم المبارك من العبادات ما فيه ترويض للنفوس، وتزكية للأرواح وصقل للعقائد، ومحو للذنوب، وتقوية للروابط بينكم، يقول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم -: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين إلا بإذنهما، ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» ، وفي لفظ: «وزيادة ثلاثة أيام» ، وفي حديث آخر: «غسل الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه» ، وإياكم والتشاغل عن سماع خطبة الجمعة فتضيعوا المصلحة التي شرعت من أجلها. ومن ذلك تعاهد المسلمين بالتذكير والتوجيه إلى ما فيه سعادتهم دنيا وأخرى. افتحوا لسماعها الآذان، ووجهوا لها القلوب، وحذار من الكلام والإمام يخطب فقد جاء عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أنه قال: «من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب أو مس الحصى فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له» ، وهذا نفي للثواب لا للإجزاء. وفي حديث آخر: «من تكلم والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت ليست له جمعة» . وإياكم وتخطي رقاب الناس، فقد رأى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وهو يخطب رجلًا يتخطى رقاب الناس فقال: «اجلس قد آذيت وآنيت» . والمراد بالإيذاء: انتهاكه حرمة