خطبة المسجد النبوي - 1 ربيع أول 1432 - صحوة الأمة بالتمسك بالكتاب والسنة - الشيخ صلاح البدير
النص غير متاح حالياً
أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن المؤمن مهما تفاقم الشر وتراقى الخطر والضر فانه يعلم أن ما قضي كائن وما قدر واجب وما سطر منتظر ويشاء الله يكن وما يحكم به الله يحق لا رافع لما وضع ولا واضع لما رفع ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وما شاء ربنا صنع فلا محيص عن القدر المقدور ولا راد للأمر المسطور، أقدار مورودة لله في أثنائها الفرج القريب وهو السميع المجيب لا يقابل أمره إلا بالرضى والصبر على ما قضى ولا يقابل البلاء الجسيم إلا بالإيمان والتسليم والله بعباده لطيف وفضله بهم مطيف.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي إن الأمم تتقلب في أطوار وأطباق ما بين عزة وذلة وكثرة وقله وغنى وفقر وعلم وصناعة وجهل وإضاعة وأحوال متقلبة مشاعة والأمة الواعية مهما عانت من ضراء أو عالجت من بلاء أو كابدت من كيد أعداء فإنها سرعان ما تفيق من غفلتها وتصحو من رقدتها وتقوم من نكبتها فتقيم المائل وتقوم الحائد وترتق الفتق وترقع الوهى والخرق لتعود عزيزة الجانب لا يتجاسر عليها غادر ولا ينالها عدو ماكر، مشيرا فضيلته إلى أن الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها واشد خطوبها العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها.
ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا انه متى تفرقت الأهواء وتباينت الآراء وتنافرت القلوب واختلفت الألسن وقع الخطر بأكمله وجثم العدو بكلكله، مبينا أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحا شاملا كاملا عقديا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والاحباطات والصدمات والانتكاسات.
وبين الشيخ البدير أن الإصلاح الصادق ليس إصلاحا تحركه بواعث وقتية أو ملابسات ظرفية وإنما هو إصلاح صادر عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار بعظمة الواجب وأمانة المسؤولية يوم يسأل الله كل عبد عما استرعاه أدى أم تعدى، كما انه على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه ومقوماته وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة وحياتها المعاصرة على نصوص الكتاب والسنة لأنها الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها وزينها وشينها وصوابها وخطئها، وقد قال بعض أهل العلم من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة فلا تعدوه في ديوان الرجال وعلى الأمة أن تأخذ الرأي والمشورة من رجالها الأوفياء وعلمائها الأمناء الذين ليس لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة وهم ضمير الأمة وغيظ عدوها وحراس عقيدتها والفضيلة فيها حتى يصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع ومتى تقاعست الأمة عن تدارك أخطائها وأهملت في معالجات مشكلاتها خسرت أمنها واستقرارها ووقعت في أزمات وتحديات وفوضى ومواجهات لا تحمد عقباها ولا يعرف منتهاها.
ضجَّ المصلون بالمسجد النبوي أمسِ بالدعاء، وأجهشوا بالبكاء، وعلت أصواتهم بالتأمين، ضارعين إلى الله سبحانه أن يحفظ أهل مصر من كل سوءٍ ومكروه، وأن يُعين أهل جُدَّة على ما حل بهم من كارثة السيول. وكان المصلون يؤمِّنون على دعاء الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الذي خصص قدرًا من خطبة الجمعة أمس للدعاء لمصر وأهلها، وغصّ بالعبرة وهو يسأل الله أن يجعلهم الله في ضمانه وأمانه وإحسانه، وأن يجعل لهم من كل همٍّ فرجاً ويحفظ أمنهم واستقرارهم ويحقن دماءهم، كما دعا الله سبحانه أن يطفئ عنهم نار الفتنة ويجعل مصر آمنة مطمئنة مستقرة عزيزة بعزّ الإسلام، وأن يحفظ إخواننا المتضررين من السيول في جدة وأن يرزقهم الصبر وحسن العوض وعاجل الخلف وآجله وأن يتقبل موتاهم في الشهداء ويشفي مرضاهم.
وقال: إن"الإصلاح الصادق ليس إصلاحًا تحركه بواعث وقتية أو ملابسات ظرفية وإنما هو إصلاح صادر عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار لعظمة الواجب وأمانة المسؤولية يسأل الله كل عبدٍ عما استرعاه .. أدّى أم تعدّى"، مشيراً إلى أن على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة على نصوص الكتاب والسنة لأنهما الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها. وحذّر البدير من تقاعس الأمة عن تدارك أخطائها وإهمالها في معالجة مشكلاتها لأنها بذلك ستخسر أمنها واستقرارها وتقع في أزمات وفوضى ومواجهات لا تُحمد عقباها ولا يعرف منتهاها متى تفرقت الأهواء وتباينت الآراء وتنافرت القلوب واختلفت الألسن، وقع الخطر بأكمله وجثم العدو بكلكله، مبيناً أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام، وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحاً شاملاً كاملاً عقدياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والإحباطات والصدمات والانتكاسات ..