ودعوة موسى عليه الصلاة والسلام وإن كانت متناولة لبني إسرائيل قرناً بعد قرن إلى المسيح عليه الصلاة والسلام فلم تكن متناولة لغيرهم ولهذا لم يكن مبعوثاً إلى الخضر وما جرى بينهما من المحاورة دليل على ذلك والله أعلم.

فصل

وأما إبراهيم عليه الصلاة والسلام فهو خليل الله وناهيك بها فضيلة قد جمع الله تعالى له بين النُّبوة والرِّسالة والخلَّة (والعزيمة) (?) , لكن قد أُعطي نبينا - صلى الله عليه وسلم - ذلك وزاد , فهو نبي رسول خليل حبيب , ففيه ما في إبراهيم والزيادة التي لم تتحصَّل لغيره من الرسل , فإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - خليل الله ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أيضاً خليل الله , ولكن محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم الخليلين , وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً» أو كما قال (?) , ففي الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن صاحبكم خليل الله» (?) , وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اتخذ اللهُ إبراهيم خليلاً وموسى نجياً واتخذني حبيباً - ثم قال - وعزَّتي لأُوثرنَّ حبيبي على خليلي ونجيِّي» (?) , وهو - صلى الله عليه وسلم - في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015