نظر إليّ وقال: «مالكِ يا عائشة؟ » فقلت: واللهِ يا رسولَ اللهِ إنّكَ لأنتَ أحقُّ بقول أبي كبير , قال: «وما قال أبو كبير» قلت: قال أبو كبير (?):
ومُبرّإٍ من كل غُبَّرِ (?) حيضةٍ ... وفسَاد مُرضعةٍ (?) وداءٍ مُغيل
فإذا نظرتَ إلى أسِرَّة وجهِه ... بَرَقَتْ كَبَرْقِ العارض المتهلّل" (?).
وفي الجملة فيوسف - عليه السلام - كان من أحسن الناس , فأما محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنّه كان أحسنَ الناس وقد روي عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «هبط عليّ جبريل فقال يا محمّد إن الله عز وجل يقول: كسوت حسن يوسف من نور الكرسي , وكسوت نور وجهك من نور عرشي» (?)؛ ولاشك أن العرش أعظم من الكرسي ونوره أعظم من نوره , وفي حديث الإسراء من رواية مسلم في صحيحه: «فإذا يوسف وإذا هو قد أُعطي شطر الحسن» (?) فمحمّد - صلى الله عليه وسلم - قد أُعطي الحسن كلّه.