أن أراد أن يسلّمه إلى ولدان أهل المدينة يلعبون به فأيّ حكم أبلغ من هذا , وتسخيرهم لسليمان عليه الصلاة والسلام كان في الأعمال الدنيوية ومحمد - صلى الله عليه وسلم - كان معرضاً عنها وغاية ما كان يحتاج من العون في الجهاد وقتال المشركين فأعطاه الله تعالى أصحاباً كَفاه بهم ما أراد وزيادة وأمدّه عند الحاجة بالملائكة (فقاتَلوا معه ولو أراد أن يسخّر الجن لما امتنع عليه , فكان إمداده بالملائكة) (?) أعظم من عون الجنّ والإنس؛ وتحصنه من [ق 42/و] مردة الشياطين بالأذكار التي علّمه رَبُّه تعالى إيّاها وعلّمها (هو) (?) - صلى الله عليه وسلم - (أصحابَه) (?) معلوم يضيق هذا الموضع عن استقصائه , وروى أبو نعيم عن عبدالله بن كثير بن جعفر بن أبي كثير (?) قال حدثنا كثير بن عبدالله (?) عن أبيه عن جدّه عن بلال

بن الحرث (?) قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فخرج لحاجته , وكان إذا خرج لحاجته أبعدَ فأتيته بإدواة من ماء فانطلق , فسمعت عنده خصومةَ رِجال ولغطاً لم أسمع مثلها , فجاء فقال: «بلال» , فقلت: بلال , (قال) (?): «أمعك ماء» , قلت: نعم , قال: «أصبتَ» وأخَذه مني فتوضأ , فقلت: يا رسول الله سمعت عندك خصومةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015