أعجبهم من تعظيمهم له (?) , وواسَوه بأموالهم ووَقَوْه (?) بأنفسهم وقاتلوا عنه حتى أهلَهُم وعشيراتِهم وعادَوا فيه حتى قومَه الذين خالفوه وعصوه وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل نبيّ حوارياً وحواري الزبير بن العوام» وكان أولَّ من سَلّ سيفاً في سبيل الله وكان في شِعْبِ المَطابخ فسمع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قتل فأخذ السّيف وخرج عرياناً في يده السيف صلتاً فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم - كِفَّةَ كِفَّةَ , فقال: «مالك؟ » , قال: سمعت أنك قُتلت , قال: «فما كنت صانعاً؟ » , قال: أردت أن أستعرض أهلَ مكّة , فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?).

فإن قيل: إن عيسى - عليه السلام - طلب الحواريون منه أن يدْعو ربَّه أن ينزل عليهم (?) مائدة من السماء تكون لهم عيداً يأكلون منها لتطمئن قلوبهم ويعلموا أنه قد صَدَقهم ويشهدوا له بذلك، قيل: قد أعطى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ماهو أفضل من ذلك من غير هذه الشروط وذلك ما روى سَمُرَة بن جندب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقصعة من ثريد فَوُضِعَتْ بين يدي القوم فتعاقبوها من غدوة إلى الظهر يقوم قوم ويجلس آخرون , فقال رجل لسمرة: أما كانت تُمدّ؟ , قال: من أي شيء تَعجَبُ ما كانت تُمَدّ إلا من هاهنا وأشار بيده إلى السماء (?)؛ وأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لمّا أسلموا كان منهم من عُذِّبَ كبلال وصهيب وعمّارٍ وأبويه , فعُذِّبوا أشد العذاب ولم يُزحزِحهم ذلك عن دينهم شيئاً , وفيهم من أُسِر وقُتِل كَخُبَيْب وغيره , ولم يتزلزل إيمانهم ولم يقترحوا على نبيّهم مثلَ هذه الاقتراحات وقصصهم معروفة وسيرهم مشهورة؛ وأما حواريّو عيسى - عليه السلام - فغايتهم أن قالوا له: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا [ق 33/ظ] مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... } الآية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015