فقال: ليس لي مال , قال: «فأين المال الذي أودعته لأمّ الفضل لما أردت الخروج وعهدت إليها فيه» فقال العباس: والذي بعثك بالحق ما علم به أحد غيري وغيرها (?) , ومنها قصّة المرأة التي حملت كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فبَعث - صلى الله عليه وسلم - عليّاً والزّبير رضي الله عنهما فأدركاها بروضة خاخ فجحدت أنّ معها كتاباً , فقال عليّ - رضي الله عنه -: والله ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتخرجِنَّ الكتابَ أو لأجرّدنّك فخافت فأخرجته من عقاصها كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - (?) , ومنها لما ضلّت راحلته (?) منصرفة من تبوك فقال بعض المنافقين: ألا حدثه الله بمكانها , فأطلعه الله عليها وعلى مافي نفس المنافق فأسلم وفارق النفاق (?) , ومنها: إخباره لرسولَي فيروز لما قدما عليه المدينة من اليمن حين كتب إليه كسرى فقال لهما: «إنّ ربي قد قَتل ربّكما البارحة» فكتبا تلك الليلة [ق 31/ظ] فلما رجعا إلى اليمن أتى فيروزَ الخَبرُ أن شيرويه بن كسرى قتل أباه تلك الليلة (?) , فهذه أشياء وقعت وهو غائب عنها فأخبر بها كما وقعت وهذا باب واسع نبّهنا به على ما وراءه إذ حصر ما ورد في ذلك عزيز أو متعذّر؛ وأما الأشياء التي أخبر بها مما لم يكن أنه سيكون فهذا أيضاً باب واسع وطريق شاسع وفيه من العجائب ما يَدْهَشُ العقولَ فمن