معلقاً عليه بقوله: فالتزم في جميعها ما تراه من الظاء الأولى، مع كون الروى ظاء على عزة ذلك مفرداً من الظاء الأولى، فكيف به إذا انضم إليه ظاء قبله؟ ! .
وقلما رأيت في قوة الشاعر مثل هذا!
فهذا النوع - في رأي ابن جنى - دليل على قدرة الشاعر على امتلاك ناصية اللغة وشاهد على غزارة مادته اللغوية!
ومثل له بما أنشده أبو علي:
شلت يدا فارية فرتها ... وفقئت عين التي أرائها
مسك شبوب ثم وفرتها ... لو خافت النزع لأصغرنها.
فلزم التاء والراء، وليست واحدة منهما بلازمة، والقطعة هانية، لكون ما قبل الهاء والساكر لا وصل له، ويجوز مع هذه القوافي: ذرها، ودعها (?).
ومنه ما رواه ابن جنى لأبي العالية: من قوله:
إني امرؤ أصفى الخليل الخلة ... أمنعه ودى وأرعى إله
وأبغض الزيارة الممله ... وأقطع المهامه المضلة