وهو التعقيب الموحي بالتيسير. وبالعطف على الضعف، وبالمسامحة في القصور. والمغفرة في التقصير ..
وقبل أن ننهي الحديث عن هذه الآية وعن هذا الدرس .. نقف أمام بضع لمسات في هذه الآية القصيرة:
نقف أمام «حكمة التيمم».نحاول استيضاح ما ييسره لنا اللّه من حكمتها ..
إن بعض الباحثين في حكمة التشريعات والعبادات الإسلامية، يندفعون أحيانا في تعليل هذه الأحكام بصورة توحي بأنهم استقصوا هذه الحكمة فلم يعد وراء ما استقصوه شيء! وهذا منهج غير سليم في مواجهة النصوص القرآنية والأحكام التشريعية .. ما لم يكن قد نص على حكمتها نصا .. وأولى: أن نقول دائما:
إن هذا ما استطعنا أن نستشرفه من حكمة النص أو الحكم. وأنه قد تكون دائما هنالك أسرار من الحكمة لم يؤذن لنا في استجلائها! وبذلك نضع عقلنا البشري - في مكانه - أمام النصوص والأحكام الإلهية. بدون إفراط ولا تفريط ..
أقول هذا، لأنّ بعضنا - ومنهم المخلصون - يحبون أن يقدموا النصوص والأحكام الإسلامية للناس، ومعها حكمة محددة، مستقاة مما عرفه البشر من واقعهم أو مما كشف عنه «العلم الحديث»! وهذا حسن - ولكن في حدود - هي الحدود التي أشرنا إليها في الفقرة السابقة.
وكثيرا ما ذكر عن حكمة الوضوء - قبل الصلاة - أنها النظافة ..
وقد يكون هذا المعنى مقصودا في الوضوء. ولكن الجزم بأنه هو .. وهو دون غيره .. هو المنهج غير السليم. وغير المأمون أيضا: فقد جاء وقت قال بعض المماحكين: لا حاجة بنا إلى هذه الطريقة البدائية: فالنظافة الآن موفورة. والناس يجعلونها في برنامج حياتهم اليومي. فإذا كانت هذه هي «حكمة الوضوء» فلا داعي للوضوء إذن للصلاة! بل .. لا داعي للصلاة أيضا!! وكثيرا ما ذكر عن «حكمة الصلاة» ... تارة أنها حركات رياضية تشغل الجسم كله وتارة بأنها تعويد على النظام: أولا في مواقيتها. وثانيا في حركاتها. وثالثا في نظام الصفوف والإمامة ... إلخ. وتارة أنها الاتصال باللّه في الدعاء والقراءة .. وهذا وذاك وذلك