وَأخذ عَنْهَا رَحلهَا. وَقد أرذيت الشَّيْء: طرحته يُقَال: جمل رذي وناقة رذية. وَكَذَلِكَ المعيية والطليح والطلح والرجيع. وودائع: قد اسْتوْدعت الطَّرِيق.
(عَلَيْهِنَّ شعثٌ عامدون لبرهم ... فهن كآرام الصريم خواضع))
ويروى: فهن كأطراف الحني وَهُوَ جمع حنية وَهِي الْقوس الَّتِي حنيت. يَقُول: قد ضمرت الْإِبِل ودقت من السّير. وخواضع: خواشع. والآرام: جمع ريم. والصريم: مَا انْفَرد من الرمل.
(إِلَى خير دينٍ نُسكه قد عَلمته ... وميزانه فِي سُورَة الْمجد ماتع)
إِلَى: مُتَعَلقَة بقوله: عامدون. ومِيزَانه: سنَنه وشرائعه. والسُّورَة بِالضَّمِّ. الْمنزلَة. وماتع: مُرْتَفع يُقَال: متع النَّهَار: إِذا علا.
(فَإنَّك كالليل الَّذِي هُوَ مدركي ... وَإِن خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع)
قَالَ أَبُو عَليّ فِي إِيضَاح الشّعْر: يحْتَمل أَن تكون إِن نَافِيَة كَأَنَّك قلت: مَا خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع لِأَنَّك كالليل المدركي أَيْنَمَا كنت. وَيجوز أَن تكون إِن للجزاء كَأَنَّهُ قَالَ: إِن خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع أدركتني وَلم أفتك كَمَا يدركني اللَّيْل. وَالْأول أشبه ا. هـ.
وَقد اعْترض الْأَصْمَعِي على النَّابِغَة فِي هَذَا الْبَيْت فَقَالَ: تشبيهه الْإِدْرَاك بِاللَّيْلِ يُسَاوِيه إِدْرَاك النَّهَار فَلم خصّه دونه وَإِنَّمَا كَانَ سَبيله أَن يَأْتِي بِمَا لَيْسَ لَهُ قسيم حَتَّى يَأْتِي بِمَعْنى ينْفَرد بِهِ أَقُول: إِنَّمَا قَالَ: كالليل وَلم يقل: