عِنْدهم ومدحهم بقصائد كَمَا تقدم فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة.

وَكَانَ سَبَب وُقُوع بني قريع فِي النَّابِغَة عِنْد النُّعْمَان: هُوَ مَا حَكَاهُ أَبُو عبيد والأصمعي قَالَا: كَانَ لمرة بن ربيعَة بن قريع بن عَوْف بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم سيف جيد. فحسده)

النَّابِغَة فَدلَّ على السَّيْف النُّعْمَان بن الْمُنْذر فَأَخذه من مرّة فحقد مرّة على النَّابِغَة وأرصد لَهُ بشر حَتَّى تمكن مِنْهُ فَوَقع فِيهِ عِنْد

النُّعْمَان فَبعد أَن هرب النَّابِغَة وَمكث عِنْد آل جَفْنَة أرسل إِلَى النُّعْمَان قصائد يعْتَذر إِلَيْهِ بهَا وَيحلف لَهُ: أَنه مَا فرط مِنْهُ ذَنْب.

وَاشْتَدَّ ذَلِك على النُّعْمَان وَعرف أَن الَّذِي بلغه كذب. فَبعث النُّعْمَان إِلَى النَّابِغَة: إِنَّك لم تعتذر من سخطةٍ إِن كَانَت بلغتك وَلَكنَّا تغيرنا لكمن شَيْء مِمَّا كُنَّا لَك عَلَيْهِ وَلَقَد كَانَ فِي قَوْمك ممنع وتحصين فتركته ثمَّ انْطَلَقت إِلَى قومٍ قتلوا جدي وبيني وَبينهمْ مَا قد علمت. وَكَانَ النُّعْمَان وَأَبوهُ وجده قد أكْرمُوا النَّابِغَة وشرفوه وَأَعْطوهُ مَالا عَظِيما حَتَّى كَانَ لَا يَأْكُل وَلَا يشرب إِلَّا فِي أواني الذَّهَب وَالْفِضَّة. فَرضِي عَنهُ النُّعْمَان ووهب لَهُ مائَة بعير من عصافيره وَهِي إبل كَانَت للنعمان تسمى بهَا.

والنابغة قد تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الرَّابِع بعد الْمِائَة.

والنعمان هَذَا آخر مُلُوك الْحيرَة. ثمَّ ولي بعده إِيَاس بن قبيصَة الطَّائِي ثَمَانِيَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015