وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التمس الحطيئة ذَات يَوْم إنْسَانا يهجوه فَلم يجده وضاق ذَلِك

عَلَيْهِ فَجعل يَقُول:

(أَبَت شفتاي الْيَوْم إِلَّا تكلما ... بسوءٍ فَمَا ادري لمن أَنا قَائِله)

وَجعل يهدر بذا الْبَيْت فِي أشداقه وَلَا يرى إنْسَانا إِذْ اطلع فِي حَوْض فَرَأى وَجهه فَقَالَ:

(أرى لي وَجها شوه الله وَجهه ... فقبح من وجهٍ وقبح حامله)

وَكَانَ الْكَلْب بن كنيس تزوج الصراء أم الحطيئة فهجاه وهجا أمه فَقَالَ:

(وَلَقَد رَأَيْتُك فِي النِّسَاء فسؤتني ... وَأَبا بنيك فساءني فِي الْمجْلس)

فِي أَبْيَات.

وَقَالَ يهجو أمه:

(فقد ملكت أَمر بنيك حَتَّى ... تَركتهم أدق من الطحين)

(لسَانك مبردٌ لَا عيب فِيهِ ... ودرك در جاذبةٍ دَهِين)

وَقَالَ يهجوها أَيْضا:)

(تنحي فاجلسي مني بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا)

(أغربالاً إِذا اسْتوْدعت سرا ... وكانوناً على المتحدثينا)

(حياتك مَا علمت حَيَاة سوءٍ ... وموتك قد يسر الصالحينا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015