وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: التمس الحطيئة ذَات يَوْم إنْسَانا يهجوه فَلم يجده وضاق ذَلِك
عَلَيْهِ فَجعل يَقُول:
(أَبَت شفتاي الْيَوْم إِلَّا تكلما ... بسوءٍ فَمَا ادري لمن أَنا قَائِله)
وَجعل يهدر بذا الْبَيْت فِي أشداقه وَلَا يرى إنْسَانا إِذْ اطلع فِي حَوْض فَرَأى وَجهه فَقَالَ:
(أرى لي وَجها شوه الله وَجهه ... فقبح من وجهٍ وقبح حامله)
وَكَانَ الْكَلْب بن كنيس تزوج الصراء أم الحطيئة فهجاه وهجا أمه فَقَالَ:
(وَلَقَد رَأَيْتُك فِي النِّسَاء فسؤتني ... وَأَبا بنيك فساءني فِي الْمجْلس)
فِي أَبْيَات.
وَقَالَ يهجو أمه:
(فقد ملكت أَمر بنيك حَتَّى ... تَركتهم أدق من الطحين)
(لسَانك مبردٌ لَا عيب فِيهِ ... ودرك در جاذبةٍ دَهِين)
وَقَالَ يهجوها أَيْضا:)
(تنحي فاجلسي مني بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا)
(أغربالاً إِذا اسْتوْدعت سرا ... وكانوناً على المتحدثينا)
(حياتك مَا علمت حَيَاة سوءٍ ... وموتك قد يسر الصالحينا)