وَكَانَ الضَّحَّاك بن قيس وَمَعَهُ النُّعْمَان بن بشير الْأنْصَارِيّ يَدْعُو فِي الشَّام لعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم مَعَ بني أُميَّة يَدْعُو لنَفسِهِ فَالتقى الْفَرِيقَانِ فِي مرج راهط وَكَانَ مَعَ الضَّحَّاك سِتُّونَ ألف فَارس وَمَعَ مَرْوَان ثَلَاثَة عشر ألفا.
فَقَالَ عبيد الله بن زِيَاد لمروان: إِن فرسَان قيس مَعَ الضَّحَّاك فَلَا ننال مِنْهُ إِلَّا بكيد فَأرْسل مَرْوَان إِلَى الضَّحَّاك يسْأَله الْمُوَادَعَة حَتَّى نَنْظُر فِي الْمُبَايعَة لِابْنِ الزبير فَأَجَابَهُ الضَّحَّاك وَوضع أَصْحَابه سِلَاحهمْ فَقَالَ ابْن زِيَاد: دُونك فَشد مَرْوَان على الضَّحَّاك فَقتل الضَّحَّاك والنعمان وَرِجَال قيس. وَلما هرب زفر جَاءَتْهُ خيل مَرْوَان ففاتها وتحصن وَقَالَ فِي ذَلِك:)
(أريني سلاحي لَا أَبَا لَك إِنَّنِي ... أرى الْحَرْب لَا تزداد إِلَّا تماديا)
(أَتَانِي عَن مَرْوَان بِالْغَيْبِ أَنه ... مقيدٌ دمي أَو قاطعٌ من لسانيا)
(وَفِي العيس مناجاةٌ وَفِي الأَرْض مهربٌ ... إِذا نَحن رفعنَا لَهُنَّ المثانيا)
(فَلَا تحبسوني إِن تغيبت غافلاً ... وَلَا تفرحوا إِن جِئتُكُمْ بلقائيا)
(فقد ينْبت المرعى على دمن الثرى ... لَهُ ورقٌ من تَحْتَهُ الشَّرّ باديا)
(ويمضي وَلَا يبْقى على الأَرْض دمنة ... وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا)
(وَيذْهب يومٌ واحدٌ إِن أسأته ... بِصَالح أيامي وَحسن بلائيا)
وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة)