بحصوله بأرجان فَلَمَّا حصل المتنبي بِبَغْدَاد نزل ربض حميد فَركب إِلَى المهلبي فَأذن لَهُ فَدخل وَجلسَ إِلَى جنبه وصاعدٌ خَلِيفَته دونه وَأَبُو فرج الْأَصْبَهَانِيّ صَاحب كتاب الأغاني. فأنشدوا)

هَذَا الْبَيْت:

(سقى الله أمواهاً عرفت مَكَانهَا ... جراماً وملكوماً وبذر فالغمرا)

وَقَالَ المتنبي: هُوَ جراباً وَهَذِه أمكنة قتلتها علما وَإِنَّمَا الْخَطَأ وَقع فِي النقلَة فَأنكرهُ أَبُو الْفرج.

قَالَ الشَّيْخ: هَذَا الْبَيْت أنْشدهُ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش صَاحب سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه جراماً بِالْمِيم وَهُوَ الصَّحِيح وَعَلِيهِ عُلَمَاء اللُّغَة وتفرق الْمجْلس عَن هَذِه الْجُمْلَة.

ثمَّ عاوده الْيَوْم الثَّانِي وانتظر المهلبي إنشاده فَلم يفعل وَإِنَّمَا صده مَا سَمعه من تماديه فِي السخف واستهتاره بِالْهَزْلِ واستيلاء أهل الخلاعة والسخافة عَلَيْهِ وَكَانَ المتنبي مر النَّفس صَعب الشكيمة حاداً مجداً فَخرج فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث أغروا بِهِ ابْن الْحجَّاج حَتَّى علق لجام

(يَا شيخ أهل الْعلم فِينَا وَمن ... يلْزم أهل الْعلم توقيره)

فَصَبر عَلَيْهِ المتنبي سَاكِنا ساكتاً إِلَى أَن نجزها ثمَّ خلى عنان دَابَّته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015