مُضَاف إِلَى مَفْعُوله وَالْفَاعِل مَحْذُوف. أَي: يَا من يخوفنا بِسَبَب قتلنَا شَيْخه وَأَرَادَ بشيخه: أَبَاهُ. وحجر: بدل من شَيْخه أَو عطف بَيَان لَهُ وَهُوَ بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم: اسْم وَالِد امْرِئ الْقَيْس.
وَقَوله: تمني صَاحب الأحلام مَنْصُوب على أَنه مصدر عَامله مَحْذُوف أَي: تمنيت تمني صَاحب الأحلام فَإنَّك لَا تقدر على الانتقام. والأحلام: جمع حلم بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ الرُّؤْيَا.
وَهَذَا الْبَيْت لِعبيد بن الأبرص الْأَسدي يُخَاطب بِهِ امْرأ الْقَيْس صَاحب الْمُعَلقَة الْمَشْهُورَة.
(لَا تبكنا سفهاً وَلَا سَادَاتنَا ... وَاجعَل بكاءك لِابْنِ أم قطام)
وَسبب قَول عبيد هَذَا الشّعْر: أَن قوم عبيد بني أَسد قتلوا أَبَا امْرِئ الْقَيْس حجرا وَهُوَ ابْن أم قطام كَمَا تقدم بَيَانه فِي الشَّاهِد التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ فتوعدهم امْرُؤ الْقَيْس بقوله:
(وَالله لَا يذهب شَيْخي بَاطِلا ... حَتَّى أبيد مَالِكًا وكاهلا)
وهما حَيَّان من بني أَسد. فَقَالَ لَهُ عبيد ذَلِك وَجعل وعيده كَاذِبًا وَمَا تمناه فيهم غير وَاقع كأضغاث أَحْلَام وَقَالَ عبيد أَيْضا:
(يَا ذَا المخوفنا بقت ... ل أَبِيه إذلالاً وحينا)
(أزعمت أَنَّك قد قتل ... ت سراتنا كذبا ومينا)
(هلا على حجر بن أم ... قطام تبْكي لَا علينا)
(إِنَّا إِذا عض الثقا ... ف بِرَأْس صعدتنا لوينا)
(نحمي حقيقتنا وبع ... ض الْقَوْم يسْقط بَين بَينا)