قَالَ السلَفِي: أَنْشدني أَبُو مَنْصُور الثعالبي بنيسابور للخطابي يَقُوله فِي الثعالبي:
(قلبِي رهينٌ بنيسابور عِنْد أخٍ ... مَا مثله حِين تستقرى الْبِلَاد أَخ)
(لَهُ صَحَائِف أخلاقٍ مهذبةٍ ... مِنْهَا التقى والنهى والحلم تنتسخ)
وَأنْشد بعده وَهُوَ
الشَّاهِد الثَّانِي بعد الْمِائَة وَهُوَ من شَوَاهِد س:
(جاري لَا تستنكري عذيري ... سيري وإشفاقي على بَعِيري)
على أَن العذير هُنَا بِمَعْنى الْحَال الَّتِي يحاولها الْمَرْء يعْذر عَلَيْهَا وَقد بَين بقوله: سيري وإشفاقي الْحَال الَّتِي يَنْبَغِي أَن يعْذر فِيهَا وَلَا يلام عَلَيْهَا.
وَمثله لِابْنِ الشجري فِي أَمَالِيهِ فَإِنَّهُ قَالَ: العذير: الْأَمر الَّذِي يحاوله الْإِنْسَان فيعذر فِيهِ. أَي: لَا تستنكري مَا أحاوله مَعْذُورًا فِيهِ. وَقد فسره بِالْبَيْتِ الثَّانِي. وَعَلِيهِ فعذيري مفعول تستنكري وسيري: عطف بَيَان لَهُ أَو بدل مِنْهُ أَو خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هُوَ سيري ... وَيجوز أَن يكون عذيري مُبْتَدأ خَبره سيري كَمَا قَالَ بن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح وعَلى هَذَا فمفعول تستنكري مَحْذُوف.