(وَلَا تَكُ فِيهَا مفرطاً أَو مفرطاً ... كلا طرفِي قصد الْأُمُور ذميم)

وَهَذَا نظم للْحَدِيث وَهُوَ: الْجَاهِل إِمَّا مفرط أَو مفرط.

وَلَا أعلم قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَلَا رأيتهما إِلَّا فِي كتاب الْعباب فِي شرح أَبْيَات الْآدَاب. وَكتاب الْآدَاب: تأليف ابْن سنا الْملك بن شمس الْخلَافَة وَهُوَ من كتب الْأَدَب وَقد اشْتَمَل على أَبْيَات ومصاريع كَثِيرَة لغالب الشُّعَرَاء الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين تنيف على ألفي بَيت. وَقد نسب كل بَيت ومصراع فِيهِ إِلَى قَائِله مَعَ تَتِمَّة الشّعْر حسن بن صَالح الْعَدوي اليمني وسمى تأليفه: الْعباب فِي شرح أَبْيَات الْآدَاب وَكَانَ المصراع الشَّاهِد فِي الأَصْل وكمله بالمصاريع الثَّلَاثَة صَاحب الْعباب.

وَقد ضمنه أَيْضا الإِمَام الْخطابِيّ فِي نتفة لَهُ وَهِي:

(فسامح وَلَا تسوف حَقك كُله ... وأبق فَلم يستقص قطّ كريم)

والخطابي: هُوَ الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب

من ولد زيد بن الْخطاب أخي عمر بن الْخطاب صَاحب كتاب معالم السّنَن وَشرح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك. وَكَانَ صديق أبي مَنْصُور الثعالبي وَأوردهُ فِي كتاب يتيمة الدَّهْر وَأنْشد لَهُ نتفاً جَيِّدَة. وَولد فِي سنة تسع عشرَة وثلاثمائة وَمَات فِي مَدِينَة بست فِي رِبَاط على شاطئ هندمند يَوْم السبت السَّادِس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015