وَمثله لأبي زيد فِي نوادره قَالَ: وَإِذا أَرَادَ الرجل أَن يَدْعُو على رجل قَالَ: فاها لفيك أَي: لَك الخيبة. قَالَ الْأَخْفَش فِيمَا كتبه على نوادره: وَالَّذِي أختاره مَا فسره الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة فَإِنَّهُمَا قَالَا: معنى قَوْلهم فاها لفيك: ألصق الله فاها لفيك يعنون الداهية والهلكة.
وَالْأول تَقْدِير سِيبَوَيْهٍ وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
وَقَوله: فَقلت لَهُ أَي: لهواس وَهُوَ الْأسد. وَقَوله: فَإِنَّهَا أَي: رَاحِلَتي والقلوص: النَّاقة الشَّابَّة.
وعنى بامرئ نَفسه. وَقَوله قاريك أَي: يَجْعَل مَوضِع قراك وَمَا يقوم لَك مقَام الْقرى مَا أَنْت حاذره من الْمَوْت أَي: لَيْسَ لَك قرى عِنْدِي غير الْقَتْل مثل قَوْله تَعَالَى: فبشرهم بعذابٍ أَلِيم.
وَقيل: يُفَسر فاها لفيك: أَن الشَّاعِر لما غشي الْأسد ضربه ضَرْبَة وَاحِدَة فعض التُّرَاب فَقَالَ لَهُ: فاها لفيك يَعْنِي فَم الأَرْض.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالدَّلِيل على أَنه يُرِيد بقوله فاها فَم الداهية قَول عَامر بن جُوَيْن الطَّائِي:
(وداهية من دواهي المنو ... ن يحسبها النَّاس لَا فا لَهَا)
(دفعت سنا برقها إِذا بَدَت ... وَكنت على الْجهد حمالها)
وَمعنى لَا فا لَهَا: لَا مدْخل إِلَى معاناتها والتداوي مِنْهَا أَي: هِيَ داهية مشكلة والمنون: الْمَوْت.)
وفا مَنْصُوب بِلَا وَاللَّام مقحمة وَالْخَبَر مَحْذُوف