(غلامٌ أضلته النبوح فَلم يجد ... بِمَا بَين خبتٍ فالهباءة أجمعا)

(أُنَاسًا سوانا فاستمانا فَلم يرى ... أَخا دلجٍ أهْدى بليلٍ وأسمعا)

(فَقلت أجرا نَاقَة الضَّيْف إِنَّنِي ... جديرٌ بِأَن تلقى إنائي مترعا)

(فَمَا بَرحت سحواء حَتَّى كَأَنَّمَا ... تغادر بالزيزاء برساً مقطعاً)

(كلا قادميها بِفضل الْكَفّ نصفه ... كَجلْد الْحُبَارَى ريشه قد تزلعا

)

(دفعت إِلَيْهِ رسل كوماء جلدةٍ ... وأغضيت عَنهُ الطّرف حَتَّى تضلعا)

(إِذا قَالَ قطني قلت آلَيْت حلفةً ... لتغني عني ذَا إنائك أجمعا)

(يدافع حيزوميه سخن صريحها ... وحلقاً ترَاهُ للثمالة مقنعا)

هَذَا آخر مَا أوردهُ ثَعْلَب.

وَقَوله: عوى ثمَّ نَادَى ... إِلَخ فَاعل عوى هُوَ غُلَام فِي أول الْبَيْت الَّذِي بعده. يُرِيد أَن هَذَا الْغُلَام شَردت لَهُ قَلَائِص أَربع فَخرج فِي طلبَهَا حَتَّى أظلم عَلَيْهِ اللَّيْل فضل عَن الطَّرِيق فعوى حَتَّى سَمِعت الْكلاب صَوته فنبحته فاستدل بصوتها علينا فجَاء فَسَأَلَ عَن قلائصه.

قَالَ السَّيِّد المرتضى رَحِمَهُ اللَّهُ فِي أَمَالِيهِ: إِن الْعَرَب تزْعم أَن ساري اللَّيْل إِذا أظلم عَلَيْهِ وادلهم فَلم يستبن محجة وَلم يدر أَيْن الْحلَّة أَي: الْقَوْم النُّزُول وضع وَجهه مَعَ الأَرْض وعوى عواء الْكَلْب لستمع ذَلِك الصَّوْت الْكلاب إِن كَانَ الْحَيّ قَرِيبا مِنْهُ فتجيبه فيقصد الأبيات.

قَالَ الفرزدق:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015