فَلَمَّا أجزنا ساحة الْحَيّ وانتحى الْبَيْت يُرِيد: انتحى. انْتهى كَلَامه.
وَقد أورد أَن ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف كَلَام الْفَرِيقَيْنِ فَلَا بَأْس بنقله مُخْتَصرا قَالَ: ذهب الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَن الْوَاو العاطفة يجوز أَن تقع زَائِدَة وَإِلَيْهِ ذهب أَبُو الْحسن الْأَخْفَش وَأَبُو الْعَبَّاس الْمبرد وَأَبُو الْقَاسِم بن برهَان من الْبَصرِيين. وَذهب البصريون إِلَى أَنه لَا يجوز.
وَاحْتج الْكُوفِيُّونَ بقوله تَعَالَى: حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا قَالُوا: فتحت جَوَاب إِذا وَالْوَاو زَائِدَة كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي صفة سوق أهل النَّار إِلَيْهَا: حَتَّى إِذا جاؤوها فتحت أَبْوَابهَا وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى إِذا فتحت يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهم من كل حدبٍ يَنْسلونَ واقترب الْوَعْد الْحق اقْترب جَوَاب إِذا وَالْوَاو زَائِدَة وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: إِذا السَّمَاء انشقت وأذنت لِرَبِّهَا وحقت التَّقْدِير أَذِنت.
وَبقول الشَّاعِر: فَلَمَّا أجزنا ساحة الْحَيّ وانتحى الْبَيْت
)
وَبقول آخر: حَتَّى إِذا قملت بطونكم الْبَيْتَيْنِ وَعَن الْآيَة الثَّانِيَة بِأَن التَّقْدِير: وهم من كل حدبٍ يَنْسلونَ