كَقَوْلِه فِي أول السُّورَة: فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غيابة الْجب وأوحينا إِلَيْهِ وَالْمعْنَى وَالله أعلم أَوْحَينَا إِلَيْهِ.
وَهِي فِي قِرَاءَة عبد الله: فَلَمَّا جهزهم بجهازهم وَجعل السِّقَايَة. وَمثله فِي الْكَلَام: لما أَتَانِي وأثب عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قَالَ وَثَبت عَلَيْهِ. وَقد جَاءَ الشّعْر فِي ذَلِك قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فَلَمَّا أجزنا ساحة الْحَيّ وانتحى الْبَيْت وَقَالَ آخر: الْكَامِل
(حَتَّى إِذا قملت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا)
(وقلبتم ظهر الْمِجَن لنا ... إِن اللَّئِيم الْعَاجِز الخب)
أَرَادَ: قلبتم.
وَقَالَ أَيْضا فِي آخر تَفْسِير سُورَة الْأَنْبِيَاء: وَقَوله تَعَالَى: واقترب الْوَعْد الْحق
مَعْنَاهُ وَالله أعلم: حَتَّى إِذا فتحت اقْترب وَدخُول الْوَاو فِي الْجَواب فِي حَتَّى إِذا بِمَنْزِلَة قَوْله تَعَالَى: حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت. وَفِي قِرَاءَة عبد الله: فَلَمَّا جهزهم بجهازهم وَجعل السِّقَايَة وَفِي قراءتنا بِغَيْر وَاو. وَمثله فِي الصافات: فَلَمَّا أسلما وتله للجبين وناديناه مَعْنَاهُ ناديناه.