قَالَ الْمرَادِي فِي الجنى الداني: مَا ذكره ابْن عُصْفُور فِي تَأْوِيل الْبَيْت لَا يساعد عَلَيْهِ قَوْله: قبل ذَلِك. انْتهى.
قَالَ الدماميني فِي الْحَاشِيَة الْهِنْدِيَّة: وَذَلِكَ لأنّ مَضْمُون الْكَلَام على مَا أجَاب بِهِ ابْن عُصْفُور أنّ سودد الابْن سَابق لسودد الْأَب وسدود الْأَب سَابق لسودد الجدّ وَالسَّابِق للسابق لشَيْء سَابق لذَلِك الشَّيْء فَتكون سيادة الابْن سَابِقَة لكل من سيادة أَبِيه وسيادة جدّه وسيادة الْأَب وَأجَاب بَعضهم عَن ابْن عُصْفُور بتحمّل وردّ عَلَيْهِ ويردّ عَلَيْهِ أَيْضا بأنّ ثمّ على التَّرَاخِي فَمَا معنى التَّرَاخِي والمهملة هُنَا وَأجَاب الْأَخْفَش وَهُوَ الْجَواب الثَّالِث بأنّ ثمّ هُنَا بِمَعْنى الْوَاو لمُطلق الْجمع. وردّ عَلَيْهِ بَعضهم بِأَنَّهُ لَو صحّ جريانها مجْرى الْوَاو لجَاز وُقُوعهَا حَيْثُ مَا يصلح إلاّ معنى الْوَاو فَكَانَ يُقَال: اخْتصم زيد ثمَّ عَمْرو كُنَّا يُقَال: اخْتصم زيد وَعَمْرو ولكنّ ذَلِك غير مقول بِاتِّفَاق.
-
قَالَ الشاطبي فِي شرح الألفية: قَالَ الْمَاوَرْدِيّ: الدَّلِيل على أَن ثمَّ لَا تكون بِمَعْنى الْوَاو إِجْمَاع الْفُقَهَاء على أَنه لَا يجوز أَن يُقَال: هَذَا بيمن الله ويمنك بِالْوَاو وَلَكِن أَجَازُوا أَن يُقَال: هَذَا بيمن الله ثمَّ يمنك. قَالَ: وَلَو كَانَت بِمَعْنى الْوَاو مَا فرّوا إِلَيْهَا.
قَالَ: وَفِي الحَدِيث أنّ بعض الْيَهُود قَالَ لأَصْحَاب النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم: تَزْعُمُونَ أَنكُمْ لَا تشركون بِاللَّه وَأَنْتُم تَقولُونَ: مَا شَاءَ الله وشئت فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: لَا تقولوها وَقُولُوا: مَا شَاءَ الله ثمَّ شِئْت. حدّث بِهِ قَاسم بن أصبغ. انْتهى.