تَجِيء بالطّيب مدقوقاً فتطيّب بِهِ فتيَان خُزَاعَة وَكَانَ من مسّ من ذَلِك الطّيب شَيْئا لم يرجع من يَوْمه إلاّ جريحاً أَو قَتِيلا فَضربت الْعَرَب الْمثل بعطرها فِي الشؤم. انْتهى.)
وَقد استقصينا الْكَلَام فِي منشم فِي شرح أَبْيَات من معلقَة زُهَيْر من بَاب الِاشْتِغَال.
وَقَوله: أفاءت بِهِ قد تقدّم شرحة مَعَ مَا قبله. قَالَ ابْن الشجري: أضمر الْمسكن بعد إِضْمَار الشّعب.
وَقَوله: ليَالِي تصطاد ... إِلَخ ظرف مُتَعَلق بأقامت والفاحم: الشّعْر الْأسود كالفحم وَقَوله: وأبيض أَي: بثغر وَاضح برّاق كالإغريض وَهُوَ طلع النّخل شبّه أسنانها بِهِ.
وتقدّمت تَرْجَمَة النَّابِغَة الْجَعْدِي فِي الشَّاهِد السَّادِس والثمانين بعد الْمِائَة.
وَفِي قصيدة لجَابِر بن حنّي التّغلبيّ بيتان على نمط شعر الْجَعْدِي فِي خطاب الدَّار وهما:
(فيا دَار سلمى بالصّريمة فاللّوى ... إِلَى مدفع القيقاء فالمتثلّم
)
(أَقَامَت بهَا بالصيف ثمّ تذكّرت ... مصايرها بَين الجواء فعيهم)
وَهِي مَذْكُورَة فِي المفضليات.
قَالَ شارحها ابْن الْأَنْبَارِي: القيقاء: جمع قيقاءة وَهُوَ مَا غلظ من الأَرْض فِي ارْتِفَاع ومصايرها: موَاضعهَا الَّتِي تصير إِلَيْهَا فِي الشتَاء والجواء وعيهم: موضعان.