حَبِيبه وأيّ معنى لهَذَا الحشو فَذكر مَا يُمكن أَن ثمَّ فِي هَذِه الْكَلِمَة خلل آخر لِأَنَّهُ عقّب الْبَيْت بِأَن قَالَ: الطَّوِيل)

فَهَل عِنْد رسمٍ دارسٍ من معوّل فَذكر أَبُو عُبَيْدَة أَنه رَجَعَ فأكذب نَفسه كَمَا قَالَ زُهَيْر: الْبَسِيط

(قف بالديار الَّتِي لم يعفها الْقدَم ... نعم وغيّرها الْأَرْوَاح والدّيم)

وَقَالَ غَيره: أَرَادَ بِالْبَيْتِ الأول أَنه لم ينطمس أَثَره كلّه وَبِالثَّانِي أَنه ذهب بعضه حَتَّى لَا يتناقض الكلامان.

وَلَيْسَ فِي هَذَا انتصارا لِأَن معنى عَفا: درس.

واعتذار أبي عُبَيْدَة أقرب لَو صحّ وَلَكِن لم يرد هَذَا القَوْل مورد الِاسْتِدْرَاك على مَا قَالَه زُهَيْر فَهُوَ إِلَى الْخلَل أقرب.

-

وَقَوله: لما نسجتها كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول: لما نسجها وَلكنه تعسّف فَجعل مَا فِي تَأْوِيل تَأْنِيث لِأَنَّهَا فِي معنى الرّيح وَالْأولَى التَّذْكِير دون التَّأْنِيث وضرورة الشّعْر قد دلّته على هَذَا التعسّف.

وَقَوله: لم يعف رسمها كَانَ الأولى أَن يَقُول: لم يعف رسمه لِأَنَّهُ ذكر الْمنزل. فَإِن كَانَ ردّ ذَلِك إِلَى هَذِه الْبِقَاع والأماكن الَّتِي الْمنزل وَاقع بَينهَا فَذَلِك خلل لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيد صفة الْمنزل الَّذِي نزله حَبِيبه بعفائه أَو بِأَنَّهُ لم يعف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015