الْكَلَام مُسْتَقِيمًا لوُقُوع مَا وَبَين على جَمِيع مَا بَين الطَّرفَيْنِ وَدخُول الطَّرفَيْنِ فيهمَا أَعنِي فِي مَا وَبَين.

هَذَا مَا لخّصناه من تذكرة أبي حَيَّان وفيهَا فَوَائِد تتَعَلَّق ببين دون مَا تركناها لعدم تعلّق غرضنا بهَا.

وَقَول الشَّارِح: وَمثل قَوْله قفا نبك ... إِلَخ مثل: مُبْتَدأ مُضَاف وَقَوله: الْفَاء فِيهِ بِمَعْنى إِلَى هَذِه الْجُمْلَة خبر الْمُبْتَدَأ ويروى فِي بعض النّسخ: وَمثله قَوْله بالضمير على أَنه مُبْتَدأ وَخبر وَهَذِه رِوَايَة فَاسِدَة.

وَقَوله: البيتان مُبْتَدأ مَحْذُوف الْخَبَر أَي مقروءان والمعهود فِي مثله الْبَيْتَيْنِ بِالنّصب بِتَقْدِير: اقرا وَالْجُمْلَة فيهمَا اعْتِرَاض. وَإِنَّمَا لم يكتبهما لشهرتهما.

وَهَذَا هُوَ الْجَواب الأول.

وَأما الْجَواب الثَّانِي فَهُوَ قَوْله: وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى: قفا نبك بَين منَازِل الدُّخُول يُرِيد أنّ المتعدد الَّذِي تُضَاف إِلَيْهِ بَين مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ مَا قبله وقدّر فِي الْمَوَاضِع الْأَرْبَع لِأَن الْمَعْطُوف شَرطه غَالِبا أَن يحلّ مَوضِع الْمَعْطُوف عَلَيْهِ.

-

وقدّره بَعضهم بَين مَوَاضِع الدُّخُول فَتكون بَين مُضَافَة إِلَى مُتَعَدد مَحْذُوف. وَأجَاب بَعضهم بأنّ كلا من الدُّخُول وحومل وتوضح والمقراة مَوضِع وسيع يشْتَمل على منَازِل ومواضع فأضيف بَين إِلَيْهَا لاشْتِمَاله على مُتَعَدد تَقْديرا فَلَا حذف وَعَلَيْهِمَا تكون الْفَاء عاطفة وتفيد تَرْتِيب الْبكاء بَين منَازِل هَذِه الْمَوَاضِع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015