الَّذِي فَلَا يعرف لَهُ ذَلِك وَلَا يسْتَعْمل فِيهِ. ول مَا معنى ثانٍ هُوَ الْجَزَاء فِي أصل البنية وإقرارها على لفظ الَّذِي وَذَلِكَ قَول الْعَرَب: مُطِرْنَا مَا زبالة فالثّعلبية فزرود.
حَكَاهُ الْكسَائي عَن الْعَرَب وَمَعْنَاهُ: مُطِرْنَا مَا بَين زبالة إِلَى الثعلبية فنابت زبالة عَن بَين وَجعل نصب بَين فِيهَا ونسقت الثعلبية فزرود عَلَيْهَا ونصبت مَا بمطرنا على أَن لَفظهَا الَّذِي ولزمت الْفَاء مَكَان إِلَى وَلم يصلح مَكَانهَا وَاو وَلَا ثمَّ وَلَا أَو وَلَا لَا لِأَنَّهَا تحفظ تَأْوِيل الْجَزَاء)
وتجري فِي هَذَا الْكَلَام مجْراهَا فِي: إِن زرتني فَأَنت محسن وَلَا يجوز: وأَنْت لِأَنَّهُ لَا يُوصل الشَّرْط إِلَّا بِالْفَاءِ
إِذْ كَانَت تفعل ذَلِك فِي ضَربته فبكي.
وأصل الْكَلَام: إِن اتّصل الْمَطَر إِلَى زبالة فالثعلبية فَهُوَ مُطِرْنَا فَذَلِك الَّذِي يَنْبَغِي. فتحوّلت مَا إِلَى لفظ الَّذِي وَأَصلهَا الشَّرْط ولزمت الْفَاء مراقبة لذَلِك الأَصْل ونابت عَن إِلَى وَلَوْلَا الشَّرْط الَّذِي بنيت الْمَسْأَلَة عَلَيْهِ لم يعْطف وَاحِد بِالْفَاءِ على مخفوض بَين إِذْ لَا يُقَال فِيمَا تعرّى من معنى الشَّرْط: المَال بَين أَبِيك فأخيك.
وَحكى الْكسَائي وَالْفراء بن الْعَرَب: هِيَ أحسن النَّاس مَا قرنا فَقدما مَعْنَاهُ: مَا بَين قرن إِلَى قدم فلزمت الْفَاء لأنّ مَا شَرط فِي الأَصْل ومحسّنة ذَلِك حسن إِلَى فِي مَوضِع الْفَاء وانتصب مَا فِي هَذِه الْمَسْأَلَة على التَّفْسِير وانتصب الْقرن بِنصب بَين الْمسْقط وعطفت الْقدَم على الْقرن.
ثمَّ نقل كَلَام الْفراء وَقَالَ: وَمَا فِي ذَا الْمَعْنى لَا تسْقط فخطأ أَن يُقَال: مُطِرْنَا زبالة فالثّعلبية لِأَن مَا وَبَين اسْم وَاحِد يدْخل طرفاه فِيهِ وَمَا هِيَ الحدّ بَين