وَقد رد ابْن جني كَلَام السيرافي قِيَاسا وسماعاً كَمَا يَأْتِي فِي الْبَيْت الْآتِي.

وَأما قَول سِيبَوَيْهٍ: وَاعْلَم أَن نَاسا من الْعَرَب يغلطون يَأْتِي إِن شَاءَ الله شَرحه فِي الْبَيْت الثَّانِي بعد هَذَا الْبَيْت.

وَهُوَ من قصيدة لبشر بن أبي خازم الْأَسدي مطْلعهَا:

وفيهَا يَقُول:

(وسوف أخص بالكلمات أَوْسًا ... فيلقاه بِمَا قد قلت لاقي)

إِلَى أَن قَالَ:

(فَإذْ جزت نواصي آل بدر ... فأدوها وَأسرى فِي الوثاق)

(وَإِلَّا فاعلموا أَنا وَأَنْتُم ... بغاة مَا بَقينَا فِي شقَاق)

وَسبب هَذَا الشّعْر كَمَا فِي شرح ديوانه وَنَقله ابْن السيرافي فِي شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ:)

أَن قوما من آل بدر الفزاريين جاوروا بني لأم من طَيئ فَعمد بَنو لأم إِلَى الفزاريين فجزوا تواصيهم وَقَالُوا: قد مننا عَلَيْكُم وَلم نقتلكم وَبَنُو فَزَارَة حلفاء بني أَسد فَغَضب بَنو أَسد لأجل مَا صنع بالبدريين فَقَالَ بشر هَذِه القصيدة يذكر فِيهَا مَا صنع ببني بدر وَيَقُول للطائيين: فَإذْ قد جززتم نواصيهم فاحملوها إِلَيْنَا وأطلقوا من قد أسرتم مِنْهُم وَإِن لم تَفعلُوا فاعلموا أَنا نبغيكم ونطلبكم فَإِن أصبْنَا أحدا مِنْكُم طلبتمونا بِهِ فَصَارَ كل وَاحِد منا يَبْغِي صَاحبه فنبقى فِي شقَاق وعداوة أبدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015